الأربعاء، 2 مارس 2011

اهااات من جامعة السلطان قابوس

يصعب وصف فـــرحة الطالب حين يتلقى خبر قبوله في جامعة السلطـــان قابوس،،فإنها البيئة التي كان يحلم بها ليحقق فيها تلك الرغبة الجامحة لخوض غمـــار الدراسة الأكـــاديمية التي بدورهـــا توفر له المناقشات العلمية الجادة التي لطالمـــا كـــان يبحث عنها في مدرسته السابقة و التـــي تهب لـــه ذلك التعلــــيم العملي البعيد عن الحشو و الأوراق الصفراء...
...لكنه ما أن تمضي بــه السنوات في الجامعة حتى يدرك أن كل ما كان يـــراوده أيام الإعدادية و الثانويـــة كان مجرد أضغاث أحلام!
فـــي هذا الموضوع سأطرح بعض مــا تعاني منه جامعة السلطان قابوس....وارجوا أن يصل هذا الجهد البسيط الى معالي وزيرة التعليم العـــالي و كل مسئول عن الجامعة...


واقــــع جامعة السلطان قابوس..

ولـــعل خير ما نبدأ به هو ما جــاء في مقرر المجتمع العمــاني المعاصر الذي هو عبارة عن مقرر إجباري لجميع طلاب جامعة السلطان،،والذي تضمن مــا يلي:

التحديات المتعلقة بضمان الجودة(التعليم العالي) و تحسينها تتمثل فـــي:

1-الحاجة إلى تطوير الجودة في كافة المستويات التعليمية حيث يلاحظ تدني كفاية مخرجات التعليم و خاصة في المهارات الأساسية للغتين العربية و الانجليزية..

مقرر المجتمع العماني المعاصر،،صفحة 140


فهذا مـــا أوردتهم يــا معالي الوزيرة في هذا المقرر الذي تم إخراجه في الجامعة في عــام 2007،،فمنذ ذلك اليوم و حتى الـــيوم لم نلاحظ تحسن ملحوظ في الجامعة لا من ناحية جودة المخرجات و لا في الكثير من المشكلات التي سأوردها تباعاً..



و كذلك هذه الجـــامعة التي تفاخر بها بانيها ما زالت تقبع في مراكز متــأخرة على مستوى ترتيبها بين الجامعات العربية...


http://www.webometrics.info/top100_continent.asp?cont=aw

المرتبـــة (22)
قد يقول قــائل بان الجامعة ما زالت جديدة مقارنـــة بالجامعات العربية التي تسبقها،،لـــكن إذا نحن مضطرين لانتظـــار ربع قرن (2011-1986) لبناء جامعة يصرف عليه الملايين و تـــأخذ نصيبها من ميزانية الدولة ثم تكون في مراكز متأخرة مقارنة بجامعات لا يصرف عليه الكـــثير،،فهذا يدل على عدم وجود سياسة واضحة للمسار الذي تسلكه الجامعة و الذي بدوره سيقود الى مستقبل مشرق لهذه البلاد..
و المتصفح للموقع المدرج ســابقا سيلاحظ تخبط واضح لمسار الجامعة ففي حين في 2008 كانت في المركز 15 و في 2009 نزلت للمرتبة 19 و في 2010 انحدرت للمركز 22..



لنترك الأرقام و لنتجه إلى الحياة اليومية في جامعة السلـــطان قابوس،،ســأعطي هنا نموذج لمــا عليه الوضع في الجامعة:

في ربيع الفصل الدراسي 2008\2009 تعرفت على دكتور أدركت من خلالهــ ضعف الكوادر الإدارية و التدريسية في الجامعة،،هذا الدكتور النابغة كان المسئول عن احد المواد العلمية بكلية الهندسة - coordinator - و في يـــوم الامتحان النصفي للمادة تفاجأ الطلاب بوجود إجابات الأسئلة الاختيارية على أورقة الأسئلة فمــا كان رد فعل هذا الدكتور إلا أن قام بتوزيع درجات الأسئلة الاختيارية إلى بقية أسئلة الامتحان ليتحمل بذلك الطلاب أخطـــاء معلمهم الفاضل..

-للعلم أن هذه الحادثة لم تحدث مرة واحدة في الجامعة،،و ما ذكرته ف الأعلى ليس على سبيل الحصر-

نحن نتحدث هنا عن أخطاء فنية و إدارية لا تغتفر فما معنى مثلا أن دكتور جامعي بأعلى الشهادات الأكاديمية و خريج من أرقى الجامعات إذا رايته كأنك ترى العلوم و قد تمثلت في إنسان،،ينقل الامتحانات حرفا بحرف من الانترنت و المضحك المبكي انه لم يجد الوقت الكافي ليزيل الإجابات من أوراق الأسئلة قبل أن يعطياه للسواعد التي ستبنى عمان لاحقا...
واااعماناه
و أصبح من الغريب لدى تلاميذ هؤلاء القدوة،،إذا جاء الامتحان و الأسئلة ليست بنفس ترتيب عن تلك الموجودة في الانترنت و الله المستعان

~
لكن الغريب في الأمر أن هذه الدكتور حافــظ على منصبه كمسئول عن المادة في الفصل الذي بعده،،مع العـــلم بأنه يوجد عند نهاية كــل فصل دراسي تقييم لجميع المقررات المطروحة و الدكاترة المسئولين عن هذه المقررات و الطـــلاب لديهم الحرية الكـــاملة في إدراج مـــا يشاءون في التقييم عن الدكتور و المقرر و كل ذلك يتم بسرية تامة...
وهذا قــادني إلى عدة أسئلة:

لماذا تتجاهل الجامعة تقييم الطلاب؟

و الذي أنا على ثقة تـــامة بأنه كان ضد الدكتور لأني كــلما على مررت بجانب قاعة المحاضرات التي يدرس فيها هذا الدكتور كـــلما شاهدت عدد الكراسي اكبر من عدد الطلاب..


ما مصداقية أن الجامعة تعد طـــلاب لمستقبل أفضل لعمان؟

يـــا معالي الوزيــرة...إعداد الأجيال لا يتم بأنظمة تعسفية دكتاتورية تسلب ابسط
حقوق الطلاب هو أن يسمع رأيه...


كيف سنبني المستقبل الذي تُعدونا لأجله و نحن حتى مطالبنا البسيطة لـــم نستطيع الحصول عليها؟

وكيف ستكون طبيعة هذا المستقبل الذي هو مرتبط كثيرا بمخرجات التعليم العالي؟


~

مـــاذا يعني أن تكون طالب في الكليات الإنسانية بالجامعة؟


مما لا يخفى على أحد على أن كلـــية التربية من أهم القواعد التي تستند عليها أي نهضة،،فمخرجـــاتها تساهم في إعداد الأجيال مؤهلة لبناء دولة عصرية...
إذن فهي سلسلة متصلة من المخرجات و المدخلات تصل في نهايتها إلى كل مــا هو مفيد للبلاد...
وأهم حـــلقة في هذه السلسلة هي المعلمين،،فهم القادرين على تحويــل المدخلات (الطلاب) إلى مخرجــات لديها القدرة على بـــناء مستقبل مشرق...


و لكن كيف تصنع هذه الحلقة المهمة في مصنع جامعة السلـــطان قابوس؟

لعل النهج الذي يتم به تدريس الطلاب في كلية التربية يعطينا نظرة عامة حول آلية إعداد المعلمين في الجامعة،،فكأي طلاب تربوي في جامعة السلطان قابوس ما عليك سوا حفظ العشرات من التعاريف و المئات من الشرائح التقديمية المحشوة بالتعقيدات و بعدها تصبح معلم ينتظر منك ان تقوم بإخراج الأجيال الفعّالة بدلا من تلك الأجيال أصحاب الأيدي المتشابكة عند غروب الشمس في شواطئ عماننا الحبيبة...

و لكي تعيش عزيزي القاري الشعور بكونك طالب بكلية التربية سأنقل إليك بعض ما يجب عليك حفظه كما جاء في مقرر نظام التعليم في سلطنة عمان و دول الخليج العربي و التي تدرس في تخصص تقنية التعلم و التعليم:
- تعريف المعلم
- تعريف المدرسة
- تعريف مدير المدرسة
- من ما تتكون المدرسة؟

و لأنك لا تعرف ما معنى المكان الذي درست فيه 12 سنة،، وجب عليك حفظ هذه التعاريف حفظاً نصيا رغبة منك – كأي طالب- بالحصول على الدرجات كاملة...


و عندما أصبحت الدراسة في الكليات الإنسانية تعتمد بشكل مطلق على الحفظ،،أصبح الغياب الجريمة التي لا يتحملها الطالب فقط بل هناك من أيديهم متلطخة بدماء هذه الجريمة...
فتجد القاعات الدراسية بجامعة السلطان قابوس خاوية على عروشها،،في أحد الأيام وصل عدد الحضور كما روى لي احد التلاميذ على لسان دكتورهم 30% من الطلاب الحاضرين فقط،،والبقية فروا من الفقر المعرفي في هذه القاعات و هم مطمئنين الأنفس بان هذا لن يؤثر في مستوياتهم!،،لأنه بمقدورهم حفظ كل ما جاء في هذه القاعات ثم تفريغه لاحقا في أوراق الامتحانات..
~
يا معالي الوزيرة الموقرة...هذا بعض ما يسبب أنين الكليات الإنسانية

يا معالي الوزيرة الموقرة...إعداد المعلمين لا يتم بمنهاج مادية جامدة،،لا تستطيع ان تحقن روح المسئولية و عظمة المهمة في أنفس المعلمين.. 

الجامعة إلى الاختلاط...



إن المتابع للأحوال المجتمع العماني المصغر(الجامعة) يدرك مدى سرعة الخطوات التي تقود الى الاختلاط...بل وصلت بعض الخطوات إلى غايتها و رست في أقسام عديدة في جامعتنا...
و عندما تتبعت أثار هذه الخطوات أوصلتني قبل غيرها إلى قسم الموسيقى بكلية الآداب و العلوم الاجتماعية،،فالألحان المنبعثة من خلف تلك الأبواب الموصدة و المصحوبة بابتسامات شيطانية بين طالبين ثالثهما شيطان تجعل قلب الغيور يصرخ بأعلى صوته:


يا أولياء الأمور أنقذوا أولادكم؟
يا أولياء الأمور أنقذوا أولادكم؟
يا أولياء الأمور أنقذوا أولادكم؟


يُخيل إلى المار بهذا القسم بأنه ليس في صرح تعليمي فلقد ذهبت قدسية المكان لما غابت رقابة الجامعة من بعد أن غاب الخوف من الله سبحانه و تعالى عن هذا المكان..
~
وكل شي في الجامعة يدل إلى أننا سائرون بخطوات حثيثة نحو ما تفرضه علينا معتقدات المدنية الحمقاء التي تؤمن بان الرقي لا يكون إلا عندما يشترك الشيطان بين طالبين في قمة الثورة الجنسية في الدراسة الأكاديمية...


- ألم تروا إلى التعديلات الجديدة التي حدثت في استهلاكية كلية الهندسة؟
أين ذهب ذلك الحجاب الذي كان يفصل بين قسم محاسبة الطلبة و قسم محاسبة الطالبات في استهلاكية كلية الهندسة القديمة؟! 

- ألم تروا إلى مطعم المركز الثقافي بجامعة السلطان قابوس؟
يبدو أن الأموال الطائلة المستخدمة في بناء هذا المركز لم تكفي لبناء ستار بين طلاب و الطالبات...
- ألم تروا إلى الممرات في المبنى g ؟

لماذا كل مبنى جديد في جامعة السلطان قابوس يخلو من مانعات الشياطين؟


ملاحظة...يوجد لدينا في جامعة السلطان قابوس طلاب و طالبات تخرس القوافي عن مدح أخلاقهم

والحمد لله رب العالمين